كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (48) أي مصدّقا مؤتمنا على القرآن وشاهدا عليه.
{لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً} (48) أي سنة {وَمِنْهاجًا} (48) سبيلا واضحا بيّنا، وقال:
من يك ذا شكّ فهذا فلج ** ماء رواء وطريق نهج

{واحذرهم أن يفتنوك} (49) أن يضلّوك ويستزلّوك.
{عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (49)، وأفتنت لغة، وقال الأعشى أعشى همدان:
لئن فتنتنى لهى بالأمس أفتنت ** سعيدا فأمسى قد قلا كلّ مسلم

فيه لغتان.
{نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ} (52) أي دولة، والدوائر قد تدور، وهى الدولة، والدوائل تدول، ويديل اللّه منه، قال حميد الأرقط:
يردّ عنك القدر المقدورا ** ودائرات الدّهر أن تدورا

{بِالْفَتْحِ} (52) أي بالنّصر.
{يُقِيمُونَ الصَّلاةَ} (55) أي يديمون الصلاة في أوقاتها.
{فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ} (56) أي أنصار اللّه، قال رؤبة:
وكيف أضوى وبلال حزبى

قوله: أضوى أي أنتقص وأستضعف، من الضّوى.
{هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا} (59) أي هل تكرهون، قال: نقموا أكثر، ونقموا واحد، وهما لغتان ليس أحدهما بأولى بالوجه من الآخر كما قال:
ما نقموا من بنى أميّة إلّا ** أنهم يحملون ان غضبوا

{بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً} (60): تقديرها مفعلة من الثواب على تقدير مصيدة من صدت، ومشعلة من شعلت ومن قرأها {مثوبة} فجعل تقديرها: مفعولة، بمنزلة مضوفة ومعوشة، كما قال:
وكنت إذا جارى دعا لمضوفة ** أشمّر حتى ينصف السّاق مئزرى

فخرج مخرج ميسور ومعسور.
{يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (64) أي خير اللّه ممسك.
{وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ} (64) أي جعلنا.
{كُلَّما أَوْقَدُوا نارًا لِلْحَرْبِ} (64) أي كلما نصبوا حربا.
{لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ} (65) أي لمحونا عنهم.
{مِنْهُمْ أُمَّةٌ} (66) أي جماعة.
{يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (67) يمنعك، كقوله:
وقلت عليكم مالكا إنّ مالكا ** سيعصمكم إن كان في الناس عاصم

{لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ} (68) أي ليس في أيديكم حجة ولا حق ولا بيان.
{فَلا تَأْسَ} (68) أي لا تحزن. {عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ} (68)، ولا تجزع، وقال العجّاج:
وانحلبت عيناه من فرط الأسى

والأسى: الحزن، يقال: أسى يأسى، وأنشد:
يقولون لا تهلك أسى وتجلّد

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى} (66): والصابئ الذي يخرج من دين إلى دين، كما تصبُؤ النجوم من مطالعها، يقال: صبأت سنّه وصبأ فلان علينا: أي طلع ورفع {الصابئون} لأن العرب تخرج المشرك في المنصوب الذي قبله من النصب إلى الرفع على ضمير فعل يرفعه، أو استئناف ولا يعملون النصب فيه، ومع هذا إن معنى {إنّ} معنى الابتداء، ألا ترى أنها لا تعمل إلا فيما يليها ثم ترفع الذي بعد الذي يليها كقولك: إن زيدا ذاهب، فذاهب رفع، وكذلك إذا واليت بين مشركين رفعت الأخير على معنى الابتداء. سمعت غير واحد يقول:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله ** فإنّى وقيّار بها لغريب

وقد يفعلون هذا فيما هو أشدّ تمكنا في النصب من {إنّ}. سمعت غير واحد يقول:
وكلّ قوم أطاعوا أمر سيدهم ** إلّا نميرا أطاعت أمر غاويها

الظّاعنون ولما يظعنوا أحدا ** والقائلين لمن دار نخلّيها

وربما رفعوا القائلين، ونصبوا الظاعنين.
{فَرِيقًا كَذَّبُوا} (70): مقدم ومؤخر، مجازه كذبوا فريقا. {وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} (70) مجازه: يقتلون فريقا.
{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} (71) ف {تكون}: مرفوعة على ضمير الهاء، كأنه قال: {أنه لا تكون فتنة}، ومن نصب {تكون} فعلى إعمال «أن» فيها ولا تمنع «لا» النصب أن يعمل في الفعل.
{عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} (71) مجازه على وجهين، أحدهما أن بعض العرب يظهرون كناية الاسم في آخر الفعل مع إظهار الاسم الذي بعد الفعل كقول أبى عمرو الهذلي «أكلونى البراغيث» والموضع الآخر أنه مستأنف لأنه يتم الكلام إذا قلت: عموا وصمّوا، ثم سكتّ، فتستأنف فتقول: كثير منهم، وقال آخرون: كثير صفة للكناية التي في آخر الفعل، فهى في موضع مرفوع فرفعت {كثير} بها.
{أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (75) أي كيف يحدّون ويصدّون عن الخير والدين والحق.
ويقال: أفكت أرض كذا أي لم يصبها مطر وصرف عنها ولا نبات فيها ولا خير.
{بِاللَّغْوِ} (89) أي بالذي هو فضل: لا واللّه، وبلى واللّه، ما لم تحلفوا على حقّ تذهبون به، وما لم تعقدوا عليه أي توجبوا على أنفسكم.
{فَكَفَّارَتُهُ} (89) أي فمحوه.
{وَالْمَيْسِرُ} (89) أي الوجاب أي المواجبة من وجب الشيء والأمر بقداح أو بغيرها والقمار.
{لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ} (94) أي ليختبرنكم وليبتلينكم.
{فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} (95) في هذا الموضع الإبل والبقر والغنم، والغالب على النّعم الإبل.
{يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (95) فجاء مصدرا في القرآن كلّه من جعله صفة على أنه مصدر ولفظه للأنثى والذكر والجميع سواء هي عدل وهم عدل، قال زهير:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ** هم بيننا فهم رضا وهم عدل

فجعله هشام أخو ذى الرّمة صفة تجرى مجرى ضخم وضخمة، فقال: عدل، وعدلة للمرأة.
{أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِيامًا} (95) مفتوح الأول، أي مثل ذلك، فإذا كسرت فقلت: عدل فهو زنة ذلك.
{لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ} (95) أي نكال أمره، وعذابه ويقال: عاقبة أمره من الشرّ.
{وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ} (95) رفع لأنه مجازات فيه، فمجازه فمن عاد فإن اللّه ينتقم منه، وعاد: في موضع يعود، قال قعنب بن أم صاحب:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا

أي استمعوا.
{ذُو انْتِقامٍ} (95): ذو اجتراء.
{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِيامًا لِلنَّاسِ} (97) أي قواما، وقال حميد الأرقط:
قوام دنيا وقوام دين

{ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ} (103) أي: ما حرّم اللّه البحيرة التي كان أهل الجاهلية يحرّمونها، وكانوا يحرّمون وبرها وظهرها ولحمها»
ولبنها على النساء، ويحلّونها للرجال، وما ولدت من ذكر أو أنثى فهو بمنزلتها، وإن ماتت البحيرة اشترك الرجال والنساء في أكل لحمها، وإذا ضرب جمل من ولد البحيرة فهو عندهم حام، وهو اسم له.
والسائبة من النّعم على نحو ذلك، إلا أنها ما ولدت من ولد بينها وبين ستة أولاد فعلى هيئة أمها وبمنزلتها، فإذا ولدت السابع ذكرا أو ذكرين، ونحوه، فأكله الرجال دون النساء، وإن أتأمت بذكر أو أنثى، فهو {وَصِيلَةٍ} (103) فلا يذبح الذكر، يترك ذبحه من أجل أخته وإن كانتا اثنتين تركنا، فلم تذبحا وإذا ولدت سبعة أبطن، كلّ بطن ذكرا وأنثى، قالوا: قد وصلت أخاها وإذا وضعت بعد سبعة أبطن ذكرا أو أنثى قالوا: وصلت أخاها، فأحموها وتركوها ترعى ولا يمسّها أحد فإن وضعت أنثى حيّة بعد البطن السابع كانت مع أمها كسائر النّعم لم تحم لاهى ولا أمّها وإن ولدت أنثى ميتة بعد البطن السابع أكلتها النّساء دون الرجال فإن وضعت ذكرا حيّا بعد البطن السابع، أكله الرجال دون النساء وكذلك إن وضعت ذكرا ميّتا بعد البطن السابع، أكله الرجال دون النساء وإن وضعت ذكرا وأنثى ميتين بعد البطن السابع، أكلهما الرجال والنساء جميعا بالتسوية وإن وضعت ذكرا وأنثى حيين بعد البطن السابع، أكل الذكر منها الرجال دون النساء، وجعلوا الأنثى مع أمها كسائر النّعم.
قال أبو الحسن الأثرم والسائبة من العبيد، تعتقه سائبة، فلا ترثه أي سيّبته، ولا عقل عليه.
والسائبة من جملة الأنعام: تكون من النذور، يجعلونها لأصنامهم، فتسيّب ولا تحبس عن رعى، ولا عن ماء ولا يركبها أحد.
{حامٍ} (103)، والحام من فحول الإبل خاصة، إذا نتجوا منه عشرة أبطن، قالوا: قد حمى ظهره، فأحموا ظهره ووبره، وكل شئ منه، فلم يمسّ، ولم يركب، ولم يطرق.
والبحيرة: جعلها قوم من الشاة خاصة إذا ولدت خمسة أبطن بحّروا أذنها وتركت، فلا يمسّها أحد ولا شيئا منها يبحّرون أذنها أي يخرمونها.
والفرع من الإبل أول ولد تضعه الناقة، يفرع لأصنامهم أي يذبح، يقال:
أفرعنا أي ذبحنا تلك. وقال آخرون: بل البحيرة أنّها إذا نتجت الناقة خمسة أبطن فكان آخرها سقبا، أي ذكرا بحّروا أذن الناقة، أي شقوها وخلّوا عنها، فلم تركب ولم يضربها فحل، ولم تدفع عن ماء، ولا عن مرعى، وحرّموا ذلك منها، فتلقى الجائع، فلا ينحرها، ولا يركبها المعيى تحرّجا.
وقالوا: السائبة لا تكون إلّا من الإبل، إن مرض الرّجل نذر إن برئ ليسيبنّ بعيرا، أو إن قدم من سفر، أو غزوة، أو شكر رفع بلاء أو نقمة سيّب بعيرا، فكان بمنزلة البحيرة وكذلك المعتق السائبة في الإسلام، لا يرثه الذي يعتقه.
وقالوا: الوصيلة من الغنم خاصة إذا ولّدوها ذكرا جعلوها لأصنامهم فتقرّبوا به، وإذا ولّدوها أنثى قالوا: هذه لنا خاصة دون آلهتنا، وإذا ولّدوها ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم يذبحوا أخاها لإلهتهم لمكانها.
وقالوا: بل «الحام» هو كما وصف في أول هذا الوجه، إلّا أنهم يجعلونه لأصنامهم وآلهتهم، فلا يهاج.
{يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ} (103) أي يختلقون الكذب على اللّه.
{فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا} (107) أي: فإن ظهر عليه، ووقع، وهو من قولهم: عثرت على الغزل بأخرة، فلم تدع بنجد قردة.
{استحقّ عليهم الأولين} (107): واحدها الأولى ومن قرأها: الْأَوْلَيانِ، فالواحدة منها: الأولى.
{أَيَّدْتُكَ} (110) أي قوّيتك، يقال: رجل أيّد أي شديد قوىّ.
{كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ} (110) أي كمثل الطير، ومنه قولهم: دعه على هيئته.
{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ} (111) أي ألقيت في قلوبهم، وقد فرغنا من تفسيرهم في موضع قبل هذا، وليس من وحي النبوة إنما هو أمرت، قال العجّاج:
وحي لها القرار فاستقرّت

أي: أمرها بالقرار. يقال: وحي وأوحى.